|
||
آخر تحديث 29 - 3 - 2008
|
وصف الشخصيات لمحة عن حياة نديم مرعشلي كانت ولادته في حلب الشهباء عام 1926 في أحد أحيائها القديمة (( حي الأبراج )) عرف مرارة اليتيم صغيرا بوفاة والدته السيدة سامية طرقجي ، الذي لم يفارقه خيالها أبدا حتى فارق الروح ، فرعته جدته (( أمون سيريس)) ، فكانت له الأم الثانية ....تعلم القرآن على جده لأبيه (( محمد مرعشلي )) وتأثر بطفولته بجده الكبير (( وحيد سيريس )) راوية الشعر و الأمثال . كما هو بارع وسيد في الشطرنج بلا منازع في حلب فأغنى مخيلته بالحكايا والسير وغرس في نفسه حب المطالعة وحب الأدب . وكما يذكر النديم فضل من رعى طفولته ، فإن من خصاله الحميدة وسجاياه الكريمة حبه وإكباره لأساتذته ووفاؤه لذكراهم , فكان دائما ما يذكرهم بود وتجله ، لاسيما أولئك الذين كان لهم الفضل عليه الأستاذ الجليل : عبد الحميد حافظ ، والذي غرس في نفسه بذور الإبداع الأدبي المربي : ممدوح الجابري عٌرف شاعراً وطنياً ، وهو في ثانوية التجهيز الأولى (المأمون حاليا) في حلب واشتهر بقصيدته التهكمية من الاحتلال الفرنسي لقمعه مظاهرة طلابية ، واستخدم الطلاب فيها الحجارة وقابلها الجنود الفرنسيين باقتحام المدرسة . إنه الأديب نديم مرعشلي و الشاعر الثائر نزل إلى معترك الحياة فتى ، وخاض غمار تجربة النضال السياسي شاباً . آمن بالإنسان أخا للإنسان وأن الوطن للجميع ، عشق الحرية ... وناضل ضد سائر أصناف وأساليب القهر ، فما زادته إلا صلابة وتصميما وإيمانا في قناعاته نحو تحقيق العدل الاجتماعي وإزالة الفوارق و الطبقات بين بني البشر . كما عرفته المنابر خطيبا ، عرفته ساحات النضال و المعتقلات السياسية أباح الديكتاتورية العسكرية التي مرت على سوريا ، فكان أبداً القناة التي لا تلين ، والإرادة التي لا تنكسر ، ومن عرفه عن قرب ، عرف فيه الإنسان الملتزم والرجل القيادي . وكانت خاتمة الرحلة فسقط القلم وأدرك الموت النديم في دمشق في الثاني من آذار عام 1999 مجاهداً غريباً مهاجراً شهيد الكلمة والحرف فطوبى له غربته وطوبى له هجرته وطوبى له شهادته ونعم عقبى الدار مختارات من شعره : تأثر نديم مرعشلي بالشاعر الصوفي محي الدين العربي فقد كان رأيه بالدين هو الخير كل الخير للإنسانية فيه تتفتح القرائح والجوانح على التسامح والعدل ومن شعره الذي يدعم مذهبه في الحياة :
والدين كل الديـن قـول طاهـر فيه القرائح بالتسامح تزهر
والدين كل الديـن خير شامـل فيه الجوانح بالمـحبة تثـمر l ومن قصيدته التهكمية تلك :
طوبى فرنسـى قد أجدت صنيعة وأتيت مـا ظنَّ الجميع محـالاً
مرحى ومرحـى للجيوش وقادة أبطال حرب دوخـوا الأبطالا
وجيوش هتـلر إن كسوا باريسكم ثوب الشنار وعرشكم قـد دالا
فجنودكم لا ريب أشجـع مـنهـم إذ زلزلـوا تجهيزنا زلـزالا مؤلفاته : 1 - اللجج الحمراء-ديوان الشعر - المطبعة المارونية حلب 1947. مشاعر العرب المناضل الشعبي : عمر أبو قوس-دراسة وتحليل-القامشلي 1950 2 - من زاوية الواقعية الحديثة - دراسة وتحليل مطبعة الخابور،قامشلي 1956 البحتري-عصره حياته شعره - منشورات دار الشرق الجديد،بيروت ط1 1960،ط2 دار طلاس دمشق 1987. 3 - ابن زيدون - منشورات دار الشرق الجديد بيروت 1961. 4 - المعتمد بن عباد : بطل جسد مأساة الأندلس وشاعر غنى مجدها المفقود ، دار الكاتب العربي بيروت 1963. 5 - معجم لسان العرب المحيط - دار لسان العرب ، بيروت 1967. 6 -معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم الراغب الأصفهاني (( تحقيق )) دار الفكر بيروت 1973 . 7 - الصحاح في اللغة والعلوم (بالاشتراك مع أسامة مرعشلي) دار الحضارة العربية بيروت 1974. 8 - الوسيط في اللغة والعلوم (بالاشتراك مع أسامة مرعشلي) دار الحضارة العربية بيروت 1975. 9 - المرشد إلى كنز العمال (تصنيف : بالاشتراك مع أسامة مرعشلي) ط1 الشركة المتحدة للتوزيع ، دمشق 1983، ط2 مؤسسة الرحال ، بيروت 1990. 10 - المعجم العسكري الموسوعي (عضو في لجنتي التحرير ) صادر عن مركز الدراسات العسكرية ، دمشق 1987. 11 - المعجم العربي الأساسي (كان عضو في لجنتي التأليف والمراجعة) صادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة مؤسسة لاروس 1988 . 12 - المعجم الجغرافي السوري (عضو مشارك في اللجنة المركزية بدمشق) صادر عن مركز الدراسات العسكرية ، دمشق (بين عامي 1990-1993) . 13 - إيضاح مختار الصحاح (بالاشتراك مع أسامة مرعشلي) دار البشائر ،دمشق 1997. 14 - موسوعة الحديث النبوي الشريف (بالاشتراك مع أسامة مرعشلي) دار الحضارة العربية ، بيروت (صدر منها أربع مجلات بين عامي 1991-1998) . المناصب التي شغلها : 1 - عضو في لجنة الإشراف على الموسوعة العربية الكبرى . 2 - عضو في لجنة تحرير المعجم العسكري الموسوعي عام 1987 . 3 - أستاذ في جامعة قطر لصالح مركز الدراسات الإسلامية . 4 - المستشار الثقافي الأول للعماد مصطفى طلاس . آراء بعض المعاصرين له من النقاد والأدباء : يقول الأستاذ فائز إسماعيل عن نديم الإنسان : (( لقد كان القدوة في الثبات في المبدأ والقضية والثبات في القيم والأخلاق والثبات في العلم والمعرفة ... ما ادعى يوماً وهو العالم العارف كان يعطي بنكران ذات يعمل بصمت ويهرب من الأضواء )) . يصف الأستاذ الباحث محمود فاخوري يوم تكريم نديم مرعشلي في ندوة الشهباء الباحث نديم مرعشلي وصفاً دقيقاً في دأبه وعمله قائلاً : (( عرفت الأديب نديماً منذ بضعة عشر حولاً خلت زرته فيها غير مرة فما من وقت زرته فيه إلا وجدته منكباً على الدراسة والبحث والتدقيق تحف به الكتب من كل حدب وصوب وقد اثبت هنا وهناك يمنة ويسرى على الرفوف وفوق الأرائك وتحتها وهو غارق وسط ذلك كله هذا هجيراه آناء الليل وأطراف النهار )) . ومن القصيدة التأبينية للأستاذ الأديب الشاعر محمد كمال في مآثر وخصال الراحل الحميدة :
هي الدنيا
نفـلسفهـا عنـاداً ونُمضي عمرنا أخذاً
ورداً
ولسنا في
الشجاعة والتحدي كمثل أبي أسامة
إذا تحدّى
كذلك
المرءُ قد يزداد مجـداً إذا ما
ازداد في دنياه زهدا ومن الكلمة التأبينية التي ألقيت في دار الكتب الوطنية 15 نيسان – 1999 : (( إنه نديم مرعشلي الإنسان الموقف الذي لم يعرف عنه أنه رمى حجراً في نبع سبق له أن استقى منه أو أنه تراشق الحجارة مع رفاق الأمس أو أنه تنكر لماضيه لذا ظلَّ موضع احترام الجميع وتقديرهم ومحافظاً على مساحة ود وصلة إخاء برفاق الأمس )) .
|
دعوة للمشاركة |